responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير سورة هل أتى المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 241

فيأتي هذا القيد هنا ليؤكد على: أن عملهم قد كان لوجه اللّه في كل مراتبه و حالاته، و أن ذلك متحقق في جميع أفراده مئة بالمئة، و لم يشذ عنه و لو مفردة واحدة ..

لما ذا قال: «لا نريد»؟:

ثم إنه تعالى قد نفى هنا إرادة الجزاء، و إرادة الشكر .. و لم ينف نفس الجزاء، و الشكر، فلم يقل: إنما نطعمكم لوجه اللّه، لا للجزاء، و لا للشكر .. بل قال: لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَ لا شُكُوراً ..

و لعل سبب ذلك أنه لو قال: نطعمكم لا للجزاء و لا للشكر .. قد يفهم منه: وجود استحقاق للجزاء و مبرر للشكر، لكنهم صرفوا النظر عنه.

و من شأن هذا أن يحمّل السائل منّة جديدة لهم عليه، و أن يزيد في إحراجه ..

و لكنه حين قال: لا نريد، فإن ذلك قد يفهم منه: أنه بصدد الاستدلال لهم على انتفاء تلك الإرادة، إذ إن كون العمل لوجه اللّه، قد أسقط استحقاقهم للجزاء و للشكر من أساسه. فنفي الإرادة إنما هو بسبب انتفاء متعلقها، و هو الاستحقاق.

و لو قال: إننا نفعل ذلك، لكن ليس لأجل الجزاء، فإن ذلك معناه أن الجزاء ثابت لنا، و نحن نستحقه، لكننا لا نقصده حين الإعطاء، مع أن الهدف هو أن لا يلوّح للسائلين حتى بهذا الأمر .. حسبما أوضحناه.

«لا نريد» مرة أخرى:

و ثمة إشارة أخرى هنا، و هي أنهم يقولون: «لا نريد» و لا يقولون: «لا نطلب منكم جزاء».

و لعل سببه هو أنك إذا قلت: لا أطلب منك جزاء و لا شكورا.

اسم الکتاب : تفسير سورة هل أتى المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 241
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست