أن النذر هو تعهد، و التزام أمام اللّه سبحانه بالعمل بأمر مّا ..
و الذي نعرفه عن البشر أنهم في تعهداتهم لبعضهم أو فى منهم في تعهداتهم أمام اللّه سبحانه ..
و ذلك لغفلتهم، أو لضعف معرفتهم به تعالى، أو لغير ذلك من أمور، يمكن أن يكون الجامع فيما بينها:
أن إيمانهم باللّه سبحانه لم يتجاوز حدود الخضوع للحكم العقلي، و التعهد بالالتزام بهذا الحكم، و الوقوف عنده. و هذا هو الحد الأدنى الذي يخرجهم عن دائرة الكفر، و ليحملوا صفة الإيمان و الإسلام، و تترتب عليهم أحكامه ..
و انتهاؤهم إلى هذا الحد يعطي: أنهم لم يصل الأمر بهم إلى حد حضور اللّه في قلوبهم، و انسيابه في أعماق وجودهم، و هيمنته على مشاعرهم و أحاسيسهم .. بل بقي أمرا غيبيا بالنسبة إليهم. كما أن إيمانهم بالنبوة، و النبي، و صفاته، و بالآخرة، و حسابها، و ثوابها، و عقابها، و نعيمها، و جحيمها، لا يبتعد عن هذا الحال ..
فلم تتحول العقيدة باللّه، و بالآخرة، و بالأنبياء، و الأوصياء إلى حالة وجدانية، و ضميرية. و لم تمازج الفطرة، و المشاعر، لتصبح حركة عفوية، و طريقة حياة، و ليكون ذلك المعتقد إنسانا إلهيا يعيش الإسلام و القرآن، واقعا حيا يتلمسه في كل ما يواجهه أو يحيط به ..
و لأجل هذا الضعف الظاهر، في مستوى الوعي و الإيمان، نجد أنهم عند الممارسة تتناقض أفعالهم مع أقوالهم، و مع اعتقاداتهم.