responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير سورة هل أتى المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 101

فيه، ثم هو يظهر صدقية و انسجام البيان النبوي و الإمامي لشؤون الدين، و حقائق الإيمان من حيث إنها تخاطب الفطرة، و الوجدان، و الضمير، و العقل، و تفرض النظرة التأملية لحالات الواقع و مزاياه، للانسجام معه في كل حركة تعنيه، و في كل اتجاه.

أما أبو جهل، و أبو سفيان، و كذلك فراعنة قريش الذين قتلهم بغيهم في بدر، و أحد، و الأحزاب، و غيرها .. فقد كانوا يرون المعجزات و الكرامات في أتم تجلياتها .. و لكنهم اتخذوا سبيل الجحود و العناد، و لم يسلم من أسلم منهم، و لكنه استسلم للأمر الواقع، و بقي يسبح في مستنقع آسن من الكيد و التآمر على الحق، و أهل الحق ..

«السّبيل» .. و ليس الطريق!:

و أما لما ذا قال تعالى: هديناه «السّبيل»، و لم يقل: «الطريق».

فلعل سببه هو أن كلمة الطريق، إنما تدل على مجرد وجود موضع ممتد يسلكه الناس، و هو قد يكون واضحا، و قد يكون خفيا، و قد يكون واسعا، و قد يكون ضيقا، أما السبيل فهو الطريق و ما وضح منه‌[1].

فخصوصية الوضوح إذن مأخوذة في السبيل، و لا تفهم من كلمة «الطريق».

و الهدايات الإلهية هي الأوضح و الأظهر و الأصوب، و ليس هداية الفطرة، و الإلهام، و الحس، و المشاعر و الوجدان، و العقل، و الشرع، إلا ضمانات يعضد بعضها بعضا، و يشد بعضها أزر بعض .. فكلما عجزت وسيلة جاءت الأخرى الأقوى منها لتحل محلها .. و تنجز ما عجزت عنه، فإن عجزت هداية الإلهام،


[1] لسان العرب ج 6 ص 162 ط دار إحياء التراث.

اسم الکتاب : تفسير سورة هل أتى المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 101
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست