إذن، فكون المصلين يراؤون و يمنعون الماعون يجعلهم مستحقين للويل. و كون المصلين عن صلاتهم ساهون هو الآخر يجعلهم مستحقين للويل، و إن لم يكن ثمة رياء و منع للماعون ثم إنه تعالى قد عبر هنا أيضا بصيغة الفعل المضارع المفيد لتجدد حدوث و صدور الفعل منهم مرة بعد أخرى، عن إرادة و تصميم و اختيار، مشيرا في نفس الوقت إلى أن هذا الفعل الذي يصدر منهم بصورة مستمرة- كما يفيد الفعل المضارع- و إن كان يبدو لأول وهلة أن المأتي به هو فعل واحد يسمى الصلاة، أو الصدقة، أو الصوم، أو قضاء حاجات المؤمنين، أو فعل الخيرات للناس و المجتمع، و غير ذلك.
و لكن الحقيقة هي أنه ليس كذلك، بل يصاحبه فعل آخر اسمه" الرياء"، قد أصبح هو الحقيقة الطاغية، حتى إن الفعل نفسه قد تلاشى، و اضمحل، و لم يعد له ذكر أصلا، و لذلك أهمل سبحانه الحديث عنه بالكلية و صار الحديث عن الرياء، و الرياء فقط. و ذلك لأن الفعل نفسه قد فقد قيمته بسبب الرياء، و أصبح بحكم المعدوم.
و كذلك الحال بالنسبة إلى الذين يرائيهم بأفعاله، فإنه