و يلاحظ: أنه تعالى قد قال هنا: الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ و لم يقل .. في صلاتهم .. لأن الإنسان قد يسهو في صلاته: الكبير و الصغير، و العالم و الجاهل، و المرأة و الرجل. لكن هؤلاء يدخلون في صلاتهم قاصدين للتقرب بها، ثم يعرض لهم سهو في بعض أجزائها. إلا أن السهو عن أصل الصلاة حتى كأنه لا يفطن لوجودها من الأساس، رغم أنه يمارس حركاتها؛ يبقى هو الأخطر، و الأسوأ و الأدهى.
للمصلين: بصيغة اسم الفاعل:
هذا، و قد قال سبحانه: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ بصيغة اسم الفاعل، و لم يقل:" للذين يصلون" بصيغة الفعل الذي يدل على الحدوث و التجدد، و لعله ليشير إلى أنهم ثابتون في هذا الاتجاه، فإن صلاتهم و إن كانت مستمرة و لكن سهوهم عن الصلاة أيضا مستمر- سهوهم عنها لا