قلنا سابقا: إن الصلاة هي أشرف، و أسمى، و أفضل أعمال الإنسان. و هي عنوان إسلامه، و هي عمود الدين، و هي التي تربي و تنمي، بل هي كالنهر الذي يكون أمام دارك، فتغتسل منه خمس مرات كل يوم؛ فمن يغتسل خمس مرات يوميا من نهر الصلاة، لا يحتمل في حقه أن يكون فيه أثر للتلوث، الذي إنما يكون في المستنقعات، حيث الراكد القليل، أما النهر الذي يتدفق باستمرار، و يتغير باستمرار، فلا مجال لذلك فيه. فإذا اغتسل فيه الإنسان كل يوم خمس مرات، فكم يكون نظيفا و طاهرا؟ و إذا كان هذا هو حال الصلاة الواجبة، فكيف إذا زاد عليها النوافل اليومية و غيرها.
فمن يضيع هذه النعمة و الرحمة، و يحولها إلى عذاب و نقمة، حتى ليصلي و إن صلاته لتلعنه، أو أن صلاته تلف في خرقة، و يضرب بها وجهه، نعم، إن ضيع نعمة الصلاة التي هي خير موضوع فهل تراه سيحفظ غيرها من النعم التي لا تدانيها في ذلك؟!