و بذلك يفترق الإنسان عن الحيوان الذي لا اختيار له في ما يرتبط بصفاته و ميزاته الحيوانية، لأن اللّه قد خلقه كاملا في ذلك، و يبقى كذلك.
طعام أو إطعام:
و أما لماذا قال:" على طعام" و لم يقل:" على إطعام المسكين"؟.
فالجواب: هو أن هذا الإنسان الذي عبر عنه القرآن هنا بالمسكين؛ قد انته به الفقر إلى درجة أنه أسكنه عن الحركة، و أذله.
و قد قرر اللّه له في أموال الناس حقا معلوما، للسائل و المحروم.
و هذا المسكين هو أصدق و أظهر المصاديق لذلك القرار الإلهي، فلماذا لا يأخذ أمواله التي جعلها اللّه له؟!.
إذن فقول اللّه عز و جل: لا يَحُضُّ عَلى طَعامِ و لم يقل:" على إطعام المسكين" ليعرفنا أن هذا الطعام هو طعامه، قد ملكه اللّه إياه، فهو دين له عندنا، فإذا أخذه فإنه قد أخذ ماله، و لم يأخذ مال أحد من الناس.