فاتضح: أن هذا الأمر الذي قد لا يلفت نظر أحد، قد أرشدنا إلى حقيقة مهمة تكمن في شخصية الإنسان، و هي أنه يفقد شيئا مهما جدا و أساسيا في الحياة. حتى و إن لم يفعل شيئا مؤذيا للمسكين، حيث إنه لم يضربه، و لم يشتمه، و لم يمنع أحدا من إطعامه، و لم يبادر إلى دعه و دفعه بقسوة، نعم .. رغم ذلك فقد تحدث القرآن عن أن هذا الموقف اللامبالي هو أيضا من مظاهر التكذيب بالدين، تماما كما هو الحال في من يدع اليتيم.
لماذا بصيغة المضارع؟
و أما لماذا قال:" يحض" بصيغة المضارع، و لم يقل" حض" بصيغة الماضي. فلعله ليظهر أن هذا الشخص مستمر على هذا الأمر دائب عليه، حتى ليبدو أنه سجية له. مما يكشف عن أنه لا يملك مشاعر، و مواصفات إنسانية، و معنى أن يكون الإنسان مسلما:
أنه يتحلى بالميزات الإنسانية، من شجاعة، و كرم، و صدق، و وفاء، و غيرها .. كما أن معنى كونه مسلما:
أنه يملك المشاعر الجياشة، و العاطفة الفياضة، و كل ذلك