و في كل هذا، دليل واضح على أهمية و حساسية القيم و المعايير التي يتحرك الإنسان على أساسها؛ حيث إنها تنشأ في الغالب عن الحالة الأخلاقية حسبما أوضحناه. و ذلك يؤكد خطورة و أهمية دور الأخلاق التي تغرس في النفس المعاني الإنسانية و صفات الخير، و تنشؤها، و ترشدها. و كم لها من تأثير على مستقبل الإنسان، بسبب عمق تأثر الحالة الفكرية و الإيمانية و المعرفية، بالميزات الروحية، و بالأخلاق. حتى أن فقدها (أي القيم و المعايير) يؤثر على سلامة المعرفة لدى الإنسان و يؤدي إلى أن يجحد بيوم الدين. و هذا يفسر لنا: أن من الناس من يضله اللّه على علم، كما أنه يعرفنا كيف أن الطهارة من الذنوب تعين على فهم القرآن[1] حسبما روي عن الإمام السجاد عليه السّلام.
[1] الصحيفة السجادية، الدعاء عند ختم القرآن ص 136.