استعداد نفسي، و لا يكفي أن يمارس الإنسان خضوعا ظاهريا جوارحيا، و حسب.
فالجندي مجبر على تأدية التحية لرئيسه، و لكنه لو خلي و طبعه فقد يكون يكرهه، بل و يكره الدخول في الجيش من الأساس.
و من الواضح: أن الخضوع الحقيقي للّه عز و جل يحتاج إلى معرفة و وضوح في الرؤية بالنسبة لألوهيته سبحانه و تعالى، و بالنسبة إلى صفاته، ثم إلى تقييم دقيق لحقيقة النعم و الألطاف و الرعاية التي يحبوه بها سبحانه.
و بتعبير آخر: إن التدين عبودية إرادية، و خضوع يحتاج إلى معرفة، و المعرفة تحتاج إلى معايير و مقاييس و قيم، نقيس بها ما نعرفه، و تكون هي التي تتحكم بهذه المعرفة، و تستثمرها لتنتج معرفة جديدة، و تنتج أيضا موقفا و حركة، و مشاعر، و أحاسيس، و حالة إيمانية، و أخلاقا إنسانية ..
فلا تكفي معرفة أن اللّه عز و جل قادر منعم خالق، بل ثمة حاجة إلى مقاييس و قيم، لتقييم هذه النعم: كالخالقية، و الرازقية، و ثمة حاجة أيضا الى تحديد حقيقة هذه