responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير سورة الفاتحة المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 79

الأمانة إنما هو تصوير رمزي لعدم قدرة هذه الموجودات تكوينا أيضا.

و نقول:

إن هذا التوجيه غير صحيح، فإن قوله تعالى: وَ لكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ، يدفعه و ينافيه، إذ أن هذا التفسير معناه:

أننا نفقه تسبيحهم؟!

و كون السجود بمعنى الخضوع التكويني فقط، ينافيه قوله تعالى: أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ مَنْ فِي الْأَرْضِ، وَ الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ وَ النُّجُومُ وَ الْجِبالُ وَ الشَّجَرُ وَ الدَّوَابُّ وَ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَ كَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذابُ وَ مَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ، إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ ما يَشاءُ[1].

فقوله:" و كثير من الناس" دليل على أن المراد بالسجود ليس هو الخضوع و الانقياد التكويني. فإن الناس جميعهم يخضعون تكوينا له تعالى.

و آية الأمانة أيضا لا يصح تفسيرها بما ذكر، لأنه تعالى يقول:" و أشفقن منها" و الإشفاق، إنما هو انفعال نفساني خاص، و ليس خضوعا تكوينيا.


[1] سورة الحج، الآية 18.

اسم الکتاب : تفسير سورة الفاتحة المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 79
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست