responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير سورة الفاتحة المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 57

و السر في ذلك هو أن البسملة قد جعلتنا نعترف بأن اللّه الذي له صفة الألوهية متصف بجميع صفات الجمال و الجلال و الكمال. فإذا أردنا أن نطلب من اللّه سبحانه أن يفيض علينا من خلال هذه الصفات: الرزق، و المغفرة، و الشفاء، و الخلق، و القوة، و الصحة .. الخ، فمفتاح ذلك كله هو الرحمة الإلهية، فلا بد من الدخول من بابها فإنه تعالى ممتلئ رحمة، و كثيرة هي رحماته بمقتضى" رحمان".

ثم لأجل استمرار الاستفادة من فيوضات الرحمة التي هي من مقتضيات صفات الألوهية لا بد من ثبات هذه الرحمة و دوامها مفيضة و منيلة، كما ألمحت إليه كلمة" الرحيم".

و بعد تقديم ذلك الاعتراف بأنه سبحانه قد أفاض علينا من كل ما تقتضيه تلك الصفات بجميع فروعها من جلالية و جمالية، أو فقل: من صفات فعل أو صفات ذات، يأتي الحمد و الثناء بمثابة اعتراف بهذه الفيوضات، لأنها هي التي دفعتنا لهذا الثناء ..

و إنما اعتبرنا أن المستحق لحقيقة الحمد، أو لكل مرتبة من مراتب الحمد و كل فرد من أفراده هو اللّه سبحانه، لأن كل ما يصل إلينا من خلال الإفاضة المباشرة مثل خلقنا. أو بالواسطة، كإحسان الوالدين لنا. و مثل ما نستفيده من الطبيعة كالأرض، و الشجر، و الشمس و النجوم. إن كل ذلك إنما ينتهي إلى اللّه سبحانه بالمباشرة أو بالواسطة.

اسم الکتاب : تفسير سورة الفاتحة المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 57
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست