responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير سورة الفاتحة المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 48

و إنما قلنا: إنه غير دقيق، لأن المعنى اللغوي على النحو الذي ذكرناه ليس ناظرا إلى تلبس الرحمة بهذا الشخص أو ذاك، بل هو ناظر إلى كيفية قيام الصفة بموصوفها. و أن كلمة الرحمان لا تدل على كثرة الرحمة دلالة مطابقية. بل المدلول المطابقي الأول لكلمة الرحمان هو الامتلاء بالرحمة. فيلزم من ذلك كثرة صدور الرحمة عنه للمستحق لها. فالفيض و الصدور من لوازم المعنى، خارج عنه عارض له. و كلمة الرحيم، تدل على الثبات و الدوام و الرسوخ، فالرحمان ناظرة للكم، و الرحيم ناظرة للكيف.

بالإضافة إلى المبالغة في ذلك مثل كلمة عليم.

سبب اختيار هاتين الصفتين: و هنا سؤال يقول:

لماذا اختار اللّه سبحانه هذين الوصفين في هذه الآية الكريمة- البسملة- التي يفترض أن يرددها الإنسان في مختلف شؤونه و حالاته، و ربما يرددها عشرات المرات في كل يوم، ثم اعتبرت هذه الآية أعظم آية في القرآن الكريم؟ و لم لم تذكر في البسملة صفات أخرى، مثل: التواب، الغفور، الشافي، الكريم، الخالق، الرازق، العليم، القوي، الرؤوف، الخ؟!.

و الجواب- باختصار شديد-: إن المطلوب للإنسان في سير حياته أن تشمله العناية الإلهية، فيستفيد من خالقيته تعالى‌

اسم الکتاب : تفسير سورة الفاتحة المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 48
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست