responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير سورة الفاتحة المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 47

كما أنها حين جعلت إلى جانب الصفة المشبهة، مثل كلمة عزيز، فإنها قد استعملت صفة مشبهة يقصد بها تمامية الصفة في موصوفها على سبيل الثبات و الدوام، من دون إلماح إلى معنى الحدوث. فهي إلى جانب الصفة المشبهة تكون صفة مشبهة مثل كريم، و سقيم، و حكيم، و إلى جانب صيغة المبالغة تكون مثلها صيغة مبالغة تدل على الامتلاء بالرحمة، و يلزم من ذلك كثرة صدورها منه تعالى لمن يستحقها. أو لعلها هي بنفسها أيضا من صيغ المبالغة أيضا كما ذكره الطبرسي و غيره.

و لا نستبعد أنه تعالى قد جاء بكلمة" رحيم" التي هي صيغة مبالغة على شكل الصفة المشبهة ليفيد المعنيين معا. أي ليفيد المبالغة و تمامية الصفة في موصوفها لأنها على شكل صيغ المبالغة، و ليفيد الدوام و الثبات لأنها على شكل الصفة المشبهة.

و قد اتضح مما تقدم: أن ما قالوه من أنه تعالى: رحمان في الدنيا رحيم في الآخرة، لأن الكافر لا يستحق ثبات و دوام الرحمة لتصل إلى الآخرة. فتكون كلمة رحيم خاصة بالمؤمن. و كلمة رحمن تشمل المؤمن و الكافر.

هذا القول غير دقيق: بل هو استنبطوه من شؤون العقيدة، لا من الدلالات اللغوية لهاتين الكلمتين، فقيدوا المعنى اللغوي بالدليل العقائدي.

اسم الکتاب : تفسير سورة الفاتحة المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 47
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست