اسم الکتاب : مصباح الأصول( مباحث الفاظ- مكتبة الداوري) المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم الجزء : 1 صفحة : 99
فان كان المقصود ممّا لا يمكن احضاره الّا باللفظ، فلا مناص
من القاء اللفظ الدال عليه على نحو السعة أو الضيق بضميمة الحروف، فيقال:
الصلاة كذا، و الصلاة في
المسجد كذا.
و ان كان المقصود ممّا
يمكن احضاره بنفسه بلا حاجة الى دال آخر عليه، فهذا ليس استعمالا للفظ في المعنى،
بل المتكلّم يحضر المقصود و يلقيه الى المخاطب بلا واسطة شيء، فاذا تعلّق غرضه
باحضاره على سعته فيتكلّم به، بلا ضميمة حرف من الحروف، فيقول:
زيد لفظ أو كلمة مثلا، و
هذا من اطلاق اللفظ و ارادة النوع، و قد ذكرنا عدم كونه من باب استعمال اللفظ في
المعنى.
و اذا تعلّق غرضه باحضار
حصّة خاصّة منه، و لو باعتبار حالاته، فلا بدّ له من ذكر حرف يدلّ على التقييد و
التضييق، فيقول: زيد في ضرب زيد فاعل، على نحو ارادة الصنف أو المثل، على ما تقدّم
بيانه.
فتحصّل ممّا ذكرناه
اطلاق اللفظ و ارادة نوعه، و ذكر اللفظ و ارادة صنفه أو مثله أو شخصه ليس من باب
استعمال اللفظ في المعنى[1].
أمّا المقام الاوّل: فالتحقيق هو صحّة اطلاق اللفظ و ارادة
نوعه أو صنفه أو مثله أو شخصه، و الاشكال في الاخير بلزوم اتّحاد الدالّ و المدلول
مندفع بما في الكفاية، من كفاية التغاير بينهما بالاعتبار، و ما أورده عليه سيّدنا
الاستاذ العلامة، من أنّ الكلام في الدلالة الوضعية، و لا يعقل فيها الاتّحاد
مندفع بأنّ الكلام في صحة الاطلاق و عدمها لا في الدلالة الوضعية، كيف و قد صرّحوا
و منهم سيدنا الاستاذ دام ظلّه بصحّة هذا الاطلاق في الالفاظ المهملة، و مثّلوا
بقولهم: الجسق مهمل.
و بذلك يظهر صحّة ما ذكره بعض المحقّقين الاعلام في مقام
الجواب عن لزوم اتّحاد الدال و المدلول، و عدم ورود ما أورده عليه سيدنا الاستاذ العلامة.--
و مع الغضّ عن جميع ذلك، صحّ الجواب باختيار الشقّ الثاني، و الاشكال بلزوم تركّب
القضيّة من الجزءين، مندفع بما في الكفاية.
و أمّا المقام الثاني، فالصحيح فيه ايضا ما ذكره في الكفاية،
من أنّ الجميع من قبيل استعمال اللفظ في المعنى الّا الاخير، و هو ارادة الشخص، و
ما أورده سيدنا الاستاذ عليه في ارادة النوع، فقد ذكرنا ما فيه في التعليقة
السابعة، فراجع.
و ما ذكره دام ظلّه في الصنف و المثل، فيظهر ما فيه ممّا
ذكرناه في تحقيق المعنى الحرفي، و لا حاجة الى الاعادة.
اسم الکتاب : مصباح الأصول( مباحث الفاظ- مكتبة الداوري) المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم الجزء : 1 صفحة : 99