اسم الکتاب : مصباح الأصول( مباحث الفاظ- مكتبة الداوري) المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم الجزء : 1 صفحة : 89
المفرد المذكّر، فانّه مفهوم عام لا يكون لفظ «هذا» موضوعا له
و لا يستعمل فيه، و الّا لزم أن يكون لفظ «هذا» مرادفا لمفهوم المفرد المذكّر، و
هو كما ترى.
بل الموضوع له و
المستعمل فيه هو واقع المفرد المذكّر المشار اليه خارجا، في قولنا: هذا الماء
بارد، أو هذا التراب كذا، أو هذا الرجل كذا، و غيرها ممّا هو من مصاديق المفرد
المذكّر، و ان كان في نفسه مفهوما، كما اذا قيل: هذا المفهوم عام، فانّ المفهوم
العام المشار اليه بكلمة «هذا» مصداق من مصاديق المفرد المذكّر، فيكون الموضوع له
كلّ واحد من هذه المصاديق بقيد الاشارة الخارجية[1].
فتحصّل ممّا ذكرناه أنّ
الوضع في أسماء الاشارة و الضمائر عام، و الموضوع له خاص.
[1] هكذا ذكر سيّدنا الاستاذ العلامة دام ظلّه، و الّذي ينبغي أن
يقال: انّ كلّ واحد من أسماء الاشارة و الضمائر موضوع لمعنى معيّن، و لا يكون
الاشارة و التخاطب قيدا للاستعمال، كما يقوله صاحب الكفاية، و لا قيدا للوضع كما
يقوله سيّدنا الاستاذ العلامة دام ظلّه، كيف و من جملة الضمائر ضمير المتكلّم
بقسميه، و ليست فيه اشارة و لا تخاطب.
نعم مفهوم بعض الضمائر ممّا يصدق عليه التخاطب كأنت مثلا، و
كذا مفهوم اسم الاشارة تصدق عليه الاشارة، لا أنّ الاشارة بمفهومها أو بمصداقها
الخارجية قيد للاستعمال أو الوضع، كيف و أسماء الاشارة مستعملة في القرآن الكريم
بما لها من المفاهيم، و لا يعقل فيه الاشارة الخارجية باليد أو بالرأس أو نحوهما.
و على الجملة لا نرى فرقا بين الضمائر و أسماء الاشارة و
غيرهما من الاسماء، في كون الموضوع له كالوضع عاما في الجميع، نعم لا ننكر اقتران
الاشارة الخارجية باليد و غيرها مع أسماء الاشارة غالبا، و لكنّه من باب جريان
العادة، لا لكونها قيدا للوضع، و لذا قد يتّفق اقتران الاشارة الخارجية بغير أسماء
الاشارة من الكلمات.
و ان شئت قلت: انّ النسبة بين الاشارة الخارجية و أسماء
الاشارة من حيث الوجود الذهني هي العموم من وجه، فكيف نلتزم بأنّ الاشارة الخارجية
قيد للوضع أو الاستعمال.
اسم الکتاب : مصباح الأصول( مباحث الفاظ- مكتبة الداوري) المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم الجزء : 1 صفحة : 89