اسم الکتاب : مصباح الأصول( مباحث الفاظ- مكتبة الداوري) المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم الجزء : 1 صفحة : 53
3- انّ التعهّد و الالتزام متأخّر عن الوضع، فانّ العالم
بالوضع يتعهّد بالتكلّم بلفظ خاصّ عند ارادة تفهيم معنى مخصوص هو الموضوع له، فلا
يمكن الالتزام بأنّ الوضع هو التعهّد، و لذا لا يطلق الواضع الّا على الجاعل الاوّل،
و لو كان معنى الوضع هو التعهّد لصحّ اطلاقه على جميع المستعملين.
و يظهر الجواب عنه ايضا
بما ذكرناه، فانّ التعهّد الصادر عن الواضع الاوّل لا يتوقّف الّا على تصوّر اللفظ
و المعنى، و تصوّرهما مقدّمة للوضع بكلّ معنى من المعاني
فالواضع الاوّل يتصوّر
اللفظ و المعنى أوّلا، ثمّ يتعهّد بالتّكلم باللفظ المتصوّر عند ارادة المعنى
المتصوّر، فلا يكون التعهّد المذكور مسبوقا بشيء من الاشياء، سوى تصوّر كلّ من
اللفظ و المعنى، و أمّا المستعملون المتعهّدون بعده فتعهّدهم و ان كان مسبوقا
بتعهّده، الّا أنّه لا يمنع عن كونهم واضعين، و لا عن كون الوضع هو التعهّد، غاية
الامر أنّ التعهّد من الواضع الاوّل ابتدائي، و من غيره ثانوي و تابع له.
و قد ذكرنا أنّ اطلاق
الواضع على الواضع الاوّل انّما هو لا سبقيّته و الّا لصحّ اطلاقه على جميع
المستعملين.
4- أقسام الوضع من حيث
الامكان و الوقوع
أمّا الجهة الرابعة، ففي
تقسيم الوضع باعتبار اللفظ مرّة و باعتبار المعنى اخرى.
و لنقدّم الكلام في
تقسيمه باعتبار اللفظ لبساطته و اختصاره، بخلاف تقسيمه باعتبار المعنى، فانّ البحث
فيه من حيث الامكان و الوقوع طويل الذيل، فالانسب تقديم الاوّل على الثانى، فنقول:
اسم الکتاب : مصباح الأصول( مباحث الفاظ- مكتبة الداوري) المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم الجزء : 1 صفحة : 53