و بعبارة اخرى: الوفاء بغرض المولى غير دخيل في استحقاق الثواب، كي يكون امتثال الواجب النفسي موجبا لاستحقاق الثواب دون الواجب الغيري، بل ملاك استحقاق الثواب و أهليّة الاجر هو الجري بوظيفة العبودية و انقياد المولى و الاتيان بالعمل مضافا اليه، و هو موجود في الواجب الغيري ايضا، بل الامر كذلك و لو لم نقل بوجوب المقدّمة شرعا، فانّ استحقاق الثواب على الاتيان بالمقدّمة دائر مدار قصد التوصّل بها الى امتثال الواجب النفسي، بلا فرق بين القول بوجوبها و القول بعدمه.

و لا ملازمة بين ترتّب الثواب على فعل شي‌ء و استحقاق العقاب على تركه، كي يقال: انّه لا عقاب على ترك الواجب الغيري كما تقدّم، فلا ثواب على فعله، اذ ملاك استحقاق العقاب هتك المولى و التمرّد عليه، و لا يصدق في ترك واجب نفسي بجميع مقدّماته الّا تمرّد واحد و هتك واحد كما تقدم، و ملاك الثواب صدق الاطاعة و الانقياد و هو يصدق على الاتيان بالواجب مضافا الى المولى، بلا فرق بين النفسي و الغيري.

نعم اذا أتى بالواجب الغيري لا بداعي الامتثال لا يستحق الثواب، و لو قلنا بوجوب المقدّمة شرعا، و الامر كذلك في الواجب النفسي، فلو أتى لا بقصد امتثال أمر المولى لا يستحقّ الثواب و ان سقط الامر لو كان توصّليا.

هل الثواب المترتّب على اتيان الواجب الغيري متّحد مع الثواب المترتّب على الواجب النفسي، أو يوجب ثوابا آخر؟

ثمّ انّ الثواب المترتّب على اتيان الواجب الغيري بقصد التوصل هل هو متّحد مع الثواب المترتّب على الواجب النفسي، بمعنى أنّه لا يكون‌