اسم الکتاب : مصباح الأصول( مباحث الفاظ- مكتبة الداوري) المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم الجزء : 1 صفحة : 43
هذا اللفظ لمعنى آخر، أو وضع لفظ آخر لهذا المعنى، من دون أن
تكون بين اللفظ و المعنى مناسبة ذاتيّة أو عرضيّة.
و ثالثا: انّه لا يعقل
تحقّق المناسبة الذاتيّة بين جميع الالفاظ و المعاني، لاستلزام ذلك تحقّق المناسبة
الذاتيّة بين المتناقضين أو المتضادّين من المعاني، كما في بعض الالفاظ المشتركة
المصطلح عليها في علم اللغة بالضدّ، مثل الجون المشترك بين السواد و البياض، و
القرء المشترك بين الطهر و الحيض، فانّ تحقّق المناسبة الذاتية بين مثل هذا اللفظ
و معنييه يستلزم تحقّقها بين نفس المعنيين المتناقضين أو المتضادّين، و هو غير
معقول، فانّ المناسبة الذاتية لا تجتمع مع التناقض و التضادّ.
و ان شئت قلت: انّ
المناسبة الذاتيّة مضادّة للتضادّ، فالجمع بينهما جمع بين الضدين.
فتحصّل من جميع ما
ذكرناه أنّ القول بالمناسبة الذاتية بين اللفظ و المعنى باطل بجميع احتمالاته.
2- الواضع هو اللّه
سبحانه و تعالى أو البشر؟
أمّا الكلام في الجهة
الثانية، فهو انّه وقع البحث في أنّ الواضع هو اللّه سبحانه و تعالى أو البشر، و
الاوّل مختار المحقق النائيني رحمه اللّه، و ذكر في توضيحه:
انّ الوضع واسطة بين
التكوين و التشريع، فانّ الجعل الصادر منه تعالى امّا تكوينيّ محض و لا يحتاج الى
شيء، كايجاد العطش عند احتياج المعدة الى الماء، و امّا تشريعي محض و يحتاج الى
ارسال الرسل و انزال الكتب، أو واسطة بينهما، كما اذا كان بالهام منه تعالى، و
الوضع
اسم الکتاب : مصباح الأصول( مباحث الفاظ- مكتبة الداوري) المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم الجزء : 1 صفحة : 43