responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مصباح الأصول( مباحث الفاظ- مكتبة الداوري) المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم    الجزء : 1  صفحة : 281

و الرضا ايضا، اذ من الواضح أنّ مفهوم الارادة ليس هو الابتهاج و الرضا، لا لغة و لا عرفا، فما أورده على الكفاية وارد عليه حرفا بحرف، و لا حاجة الى الاعادة، مضافا الى أنّ الرضا من الصفات الفعلية كسخطه تعالى، لصحّة سلبه عن ذاته تعالى، فلا يكون من صفاته الذاتية، فكيف يصحّ تفسير الارادة مع الالتزام بأنّها من الصفات الذاتية بالرضا، و هو من الصفات الفعلية.

و أمّا ما ذكره هو و غيره، من أنّ ارادته تعالى صفة ذاتية له فتكون قديمة بقدم ذاته تعالى، ففيه انّه مخالف لنص الكتاب من قوله عزّ من قائل: «إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ»[1]، فان صفاته الذاتية القديمة لا يصحّ وقوعها بعد اذا الشرطية أو الزمانية، و لا يقال: اذا علم اللّه، أو اذا قدر اللّه، أو اذا كان اللّه حيّا، و مخالف للروايات الكثيرة الدالّة على أنّ ارادته تعالى فعله، و نفي كونها ذاتية قديمة، كصحيحة عاصم بن حميد[2]، بل في بعضها: انّ القائل بكون ارادته تعالى من صفاته الذاتية لا يكون من أهل التوحيد، كرواية الجعفري‌[3].

و حمل هذه الروايات على الارادة الفعلية دون الارادة الذاتية، كما عن صدر المتألهين، بل عن بعض المحدّثين كصاحب الوافي، و تبعهم في ذلك بعض الاعاظم المتقدّم كلامه، ممّا لا شاهد عليه، فانّ الارادة الذاتية ممّا ليس منه في الروايات عين و لا أثر.


[1]- يس: 82.

[2]- عن النضر بن سويد، عن عاصم بن حميد، عن ابي عبد الله عليه السّلام، قال: قلت: لم يزل اللّه مريدا؟ قال:« انّ المريد لا يكون الّا لمراد معه، لم يزل اللّه عالما قادرا ثم أراد»- الكافي 1: 109.

[3]- عن الجعفري قال: قال الرضا عليه السّلام: المشية من صفات الافعال، فمن زعم أنّ اللّه لم يزل مريدا شائيا فليس بموحّد- بحار الانوار 4: 145.

اسم الکتاب : مصباح الأصول( مباحث الفاظ- مكتبة الداوري) المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم    الجزء : 1  صفحة : 281
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست