responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مصباح الأصول( مباحث الفاظ- مكتبة الداوري) المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم    الجزء : 1  صفحة : 263

السنخية، لانّها لا تتولّد من صميم ذات الفاعل، و لا يخرج من كمون وجوده، لتكون مرتبة نازلة من وجوده، بل هي مباينة له ذاتا و وجودا و تصدر منه بالاختيار و اعمال القدرة، و ليس هناك حتم و وجوب، فله أن يفعل و أن لا يفعل، فالافعال الاختيارية تحتاج في تحقّقها الى الفاعل و اعمال قدرته لا الى العلّة التامة.

و تدلّ على ما ذكرناه الآيات الشريفة القرآنية، منها قوله تعالى: «أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْ‌ءٍ أَمْ هُمُ الْخالِقُونَ»[1]، فيشير عزّ من قائل الى احتياج الفعل الى الفاعل و الخالق، و الفاعل لهذه الافعال هو الانسان، فيفعلها باختياره و اعمال قدرته من دون أن تكون هناك علية تامة.

و ان أبيت الّا عن العلة التامة فنقول: انّ العلة التامة للفعل انّما هي اعمال القدرة بتحريك العضلات نحو العمل، فيتحقّق الفعل به لا محالة، و الفعل بذلك و ان صار ضروريّا و واجبا الّا أنّه حيث كان اعمال القدرة الّذي هو العلّة التامة له اختياريا، فلا ينافي الاختيار، فيكون الفعل ضروريّا بشرط الاختيار، و من الواضح أنّ الضرورة بشرط الاختيار لا ينافي الاختيار بل تؤكّده.

فتحصّل أنّ القول بأنّ الشوق المؤكّد علّة تامة لصدور الفعل، بحيث يكون الشخص بعد تحقّقه مضطرّا الى الفعل ممّا لا بأس به.

الكلام في تعلّق الارادة الازلية بأفعال العباد:

ان قلت: انّ الارادة الازليّة ان تعلّقت بصدور الفعل من العبد فيصدر قهرا و لا يمكنه الترك، و الّا لزم تخلّف ارادته تعالى عن مراده، و هو محال، فانّه سبحانه اذا اراد شيئا أن يقول له كن فيكون، و ان تعلّقت بعدم‌


[1]- الطور: 35.

اسم الکتاب : مصباح الأصول( مباحث الفاظ- مكتبة الداوري) المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم    الجزء : 1  صفحة : 263
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست