اسم الکتاب : مصباح الأصول( مباحث الفاظ- مكتبة الداوري) المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم الجزء : 1 صفحة : 260
صفاته الذاتية، حيث انّه يصحّ اتّصاف ذاته تعالى بعدمه و
يقال: انّه تعالى كلّم موسى عليه السّلام و لم يكلّم غيره مثلا، أو كلّم في وقت
كذا و لم يكلّم في وقت كذا.
فاتّضح أنّ ما ذكره
الاشاعرة في استدلالهم خلط بين صفاته الذاتية و صفاته الفعلية، فلم يفرّقوا بينهما
حتّى انتهى أمرهم الى الالتزام بالكلام النفسي، و من الواضح أنّ المبنى ان كان
ضعيفا فالبناء مثله أو أضعف، و انّ الشجرة ان كانت يابسة فالثمرة واهية.
3- البحث في انّ الشوق
المؤكّد المحرّك للعضلات هل هو علّة تامّة لصدور الفعل أو لا؟
قد تقدّمت الاشارة الى
أنّ البحث فيه عقلي كلامي، لا ربط له بمفاهيم الالفاظ أصلا، و هو أنّ الشوق
المؤكّد بأعلى مرتبة التأكيد المحرّك للعضلات نحو الفعل المطلوب هل هو علّة تامّة
لصدور الفعل، بحيث لا يكون بينه و بين صدور الفعل توسّط شيء آخر، أو لا يكون علّة
تامّة له، فبعد تحقّق هذا الشوق المؤكّد له أن يفعل و أن لا يفعل، و له الاختيار
فيهما، أي له طلب الخير و الاخذ بما يراه خيرا من الفعل و الترك، و الشوق المذكور
لا يكون اختياريّا و الّا لزم كونه مسبوقا بارادة اخرى، فيلزم الدور أو التسلسل،
بل هو أمر فطري ناشئ من ملائمة الطبع المكوّنة بأمر من اللّه بحسب ما اقتضته
الحكمة و المصلحة.
و توهّم أنّ ايجاد الشوق
المذكور يمكن أن يكون اختياريّا أحيانا، كما اذا لم يكن لشخص شوق الى تحصيل العلم
مثلا لكنّه يتأمّل في الآيات و الروايات الدالّة على فضل العلم و ما اعدّ لاهله من
الاجر و الثواب، مضافا الى أنّه كمال و اكتساب الكمال مرغوب في نفسه، مع قطع النظر
عن الاجر و الثواب، فيوجد له شوق مؤكّد الى تحصيل العلم، مدفوع بأنّا
اسم الکتاب : مصباح الأصول( مباحث الفاظ- مكتبة الداوري) المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم الجزء : 1 صفحة : 260