responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مصباح الأصول( مباحث الفاظ- مكتبة الداوري) المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم    الجزء : 1  صفحة : 257

و لا سيّما الكلام المشتمل على المزايا الكلامية المبني على الدقة، كالاشعار البليغة، ففيه انّ هذا المتصوّر قبل التكلّم لا يكون مدلولا للكلام اللفظي بالدلالة اللفظية الوضعية، بل بالدلالة العقلية، بمعنى أنّ صدور الكلام من شخص ذي عقل و شعور يدلّ على كونه متصوّرا في ذهنه قبل التكلّم.

و لذا لا اختصاص لهذه الدلالة بالالفاظ الموضوعة، بل هي موجودة في صدور الالفاظ المهملة ايضا، فانّ صدور لفظ ديز مثلا من أحد يدلّ على كونه متصوّرا في ذهنه قبل التكلّم، بل لا اختصاص لهذه الدلالة بالالفاظ، فانّ صدور جميع الافعال الاختيارية يدلّ عقلا على كونها مسبوقة بالارادة و مقدّماتها، من التصوّر و التصديق بالفائدة و غيرهما ممّا هو مذكور في محلّه، فيلزم أن يكون القيام مثلا قيامين: قياما نفسيّا و قياما خارجيا، و هكذا الحال في كلّ فعل من الافعال، و لا أظنّ أن يلتزم به الاشاعرة.

و بعبارة اخرى مختصرة: انّ تصوّر مدلول الكلام قبل التكلم به لا يكون الّا العلم التصوري الموجود عند صدور كلّ فعل اختياري، فكيف يمكن الالتزام بأنّه كلام نفسي مدلول للكلام اللفظي مغاير للصفات المعروفة من العلم و الارادة و نحوهما.

و ان كان مرادهم من الكلام النفسي هو ما ذكرناه في مقام الفرق بين الخبر و الانشاء، من أنّ مدلول الجمل هو الامر النفساني من قصد الحكاية كما في الجمل الخبرية، و اعتبار لامر نفساني كالزوجية و الملكية و نحوها، كما في الجمل الانشائية، ففيه انّه ليس من سنخ الكلام كي يقال انّه كلام نفسي، اذ من الواضح أنّ القصد و الاعتبار النفساني ليس من الكلام في شي‌ء، و لا يكون كلّ موجود نفساني كلاما.

و ببيان أوضح انّ الجمل الخبرية موضوعة للدلالة على قصد الحكاية

اسم الکتاب : مصباح الأصول( مباحث الفاظ- مكتبة الداوري) المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم    الجزء : 1  صفحة : 257
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست