اسم الکتاب : مصباح الأصول( مباحث الفاظ- مكتبة الداوري) المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم الجزء : 1 صفحة : 254
عدم ترادفهما، و انّ الانسان موضوع لمن له الانس، و يطلق في
مقابل الجن، و البشر موضوع لمن يباشر الاكل و الشرب مثلا قبالا للملك، فهما
مختلفان بحسب المفهوم متّحدان بحسب المصداق، بمعنى أنّه كلّما صدق أحدهما على شيء
صدق عليه الآخر، أو كتصادق مفهوم القائم و الضاحك على شخص واحد.
و الاوّل مثال لتصادق
المفهومين المختلفين على المصداق بنحو التساوي، و الثاني مثال لتصادق المفهومين
المختلفين على المصداق بنحو العموم من وجه.
و من القسم الثاني ايضا
تصادق اليقين و القطع على شيء واحد، فانّهما مختلفان بحسب المفهوم اللغوي، الّا
أنّهما يصدقان على شيء واحد باعتبارين، فاليقين يصدق عليه باعتبار أنّه ثابت، و
القطع يصدق عليه باعتبار أنّه قاطع للتردّد.
التحقيق في المقام:
هذا، و لكن التحقيق أنّ
الطلب و الارادة مختلفان بحسب المفهوم و المصداق، فانّ الوجدان و الارتكاز العرفي
يشهد بأنّهما ليسا مترادفين، و توضيح الفرق بينهما:
انّ الارادة من الصفات
القائمة بالنفس و لا تكون اختيارية، و الّا لزم كونها مسبوقة بارادة اخرى، فلزم
الدور أو التسلسل، بل هي ناشئة من ملائمة الطبع المكوّنة بأمر اللّه سبحانه و
تعالى، حسب ما اقتضته الحكمة و المصلحة.
و هذا هو الوجه في
اختلاف الحيوانات و الطيور في المأكل، فانّ حيوانا يأكل اللحم مثلا و يحبّه حبّا
شديدا، و الآخر يتنفّر عنه تنفّرا أكيدا، أو يأكل شيئا آخر، و ليس ذلك الّا
لملاءمة طبع كلّ حيوان بشيء
اسم الکتاب : مصباح الأصول( مباحث الفاظ- مكتبة الداوري) المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم الجزء : 1 صفحة : 254