اسم الکتاب : مصباح الأصول( مباحث الفاظ- مكتبة الداوري) المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم الجزء : 1 صفحة : 228
تقريب القول ببساطة مفهوم المشتق:
و أمّا القول بالبساطة،
فقد ذكروا في تقريبه ما حاصله:
انّ الماهية العرضية حيث
كان وجودها في نفسها عين وجودها لغيرها فقد تلاحظ بنفسها من حيث انّها موجودة من
الموجودات و قابلة للاتّصاف بالوجود مرّة و العدم اخرى، و قد تلاحظ بما أنّها
قائمة بالغير و لا استقلال لها في الوجود.
فاذا لوحظت من الحيثية
الاولى فهو المبدا، و يعبّر عنه أهل المعقول بالعرض و يطلق عليه لفظ البياض مثلا،
و بهذا اللحاظ المعبّر عنه بشرط لا، لا تكون قابلا للحمل، و اذا لوحظت من الحيثية
الثانية فهو مفهوم المشتق، و يعبّر عنه أهل المعقول بالعرضي، و يطلق عليه لفظ
الابيض، و بهذا اللحاظ المعبّر عنه بلا شرط كانت قابلة للحمل، فمفهوم واحد اذا
لوحظ بنفسه فهو المبدا، و اذا لوحظ كونه قائما بغيره فهو مفهوم المشتق.
فلا فرق بين المبدا و
المشتق من حيث المفهوم الّا بمجرّد اللحاظ و الاعتبار، نظير الفرق بين الوجود و
الايجاد، فانّ شيئا واحدا اذا نسب الى القابل فهو وجود، و اذا نسب الى الفاعل فهو
ايجاد. هذا ملخّص ما ذكروه في بيان معنى المشتق، و توجيه كونه بسيطا.
و لبّ كلامهم أنّ مفهوم
المشتق ليس الّا العرض قائما بمعروضه، فهو عين مفهوم المبدا، و الفرق بينهما
بمجرّد اللحاظ، فكما لا يكون في مفهوم المبدا تركيب كذا لا يكون في مفهوم المشتق
لوحدتهما حقيقة، و عدم الفرق الّا باللحاظ فقط.
اسم الکتاب : مصباح الأصول( مباحث الفاظ- مكتبة الداوري) المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم الجزء : 1 صفحة : 228