responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مصباح الأصول( مباحث الفاظ- مكتبة الداوري) المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم    الجزء : 1  صفحة : 116

فوجود زيد متأصّل، و وجود مفهوم القائم عرضي انتزاعي، و حيث انّ الثابت في محلّه أنّ كلّما هو بالغير لا بدّ من أن ينتهي الى ما بالذات، فوجود مفهوم القائم لا بدّ من أن ينتهي الى وجود شي‌ء يكون الوجود وجودا له بالذات، و هو القيام.

فالحمل في قولنا: زيد قائم، يستلزم حملا آخر يكون الوجود فيه وجودا للموضوع و المحمول بالذات، و هو قولنا: الصفة الموجودة لزيد قيام، فانّ وجودا واحدا يكون وجودا للصفة و القيام بالذات، فانّ هذا الحمل من قبيل حمل الطبيعة على أفراده.

و أمّا الثالث، فكما اذا كان كلّ من الموضوع و المحمول من الماهيات المنتزعة، بلا فرق بين أن يكونا متساويين و بين أن يكون أحدهما أعمّ من الآخر، كقولنا: الكاتب متحرّك الاصابع، أو الضاحك متعجّب، في مثل هذه الامثلة يكون وجود الموضوع و المحمول بالعرض متّحدا، و قد ظهر وجهه ممّا تقدم في سابقه.

غاية الامر أن نقول: انّ الحمل هاهنا يستلزم حملين آخرين، لكون وجود كلّ من الموضوع و المحمول وجودا بالعرض، فلا بدّ من أن ينتهي الى ما بالذات.

فقولنا: الكاتب متحرّك الاصابع، يستلزم حملين آخرين، يكون الوجود فيهما وجودا بالذات لكلّ من الموضوع و المحمول، و هما قولنا: الصفة الموجودة لفلان كتابة، و قولنا: الصفة الثانية الموجودة له تحرّك الاصابع، و من الواضح أنّ وجودا واحدا وجود بالذات لكلّ من الموضوع و المحمول في كلّ من الجملتين، و كذا الحال في سائر الامثلة.

فتحصّل أنّ مفاد الحمل الشائع هو اتّحاد الموضوع و المحمول في الوجود بنحو من أنحاء الاتّحاد، و لا يدلّ على كون اللفظ حقيقة أو مجازا بوجه من الوجوه كما ذكرناه في الحمل الاوّلي.

اسم الکتاب : مصباح الأصول( مباحث الفاظ- مكتبة الداوري) المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم    الجزء : 1  صفحة : 116
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست