بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الحمد للّه ربّ العالمين، و الصّلاة على رسوله و على آله الطّاهرين.
- 1- كان النّاس أمّة واحدة و في غمرات من الجهالة و الضّلالة، فبعث اللّه النّبيين مبشّرين و منذرين، و أنزل معهم الكتاب و اصطفى لهم الدّين، و أكمل عليهم الرّحمة و الهدى، فأرسل رسله تترى و اتبع بعضهم بعضا.
تلك الرّسل و ان لم يفرّق اللّه بين أحد منهم في أصل الرسالة، لكنّه فضّل بعضهم على بعض بما آتاهم من الكمال في الشّريعة حتّى جاء بأفضلهم فرقا و جمعا و أشرفهم أصلا و فرعا و أكملهم دينا و شرعا. فختم بإرساله دور النّبوة و الرّسالة، و حتم على كافّة النّاس اتّباعه إلى يوم القيامة. و أرسله شاهدا و مبشّرا و نذيرا و داعيا إلى اللّه بإذنه و سراجا منيرا.
و أشار إلى هذا الختم و الإتمام بالحصر في قوله تعالى «إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ» بل صرّح بذلك و أكّده بالتّأبيد حيث قال عزّ و جلّ: «وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَ هُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ»[1].