responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فوائد الاُصول المؤلف : الغروي النّائيني، الميرزا محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 25

بواسطة كونه حيوانا، أو العارض للجنس بواسطة الفصل، كالتّعجّب العارض للحيوان بواسطة كونه ناطقا، فانّ كلّا من هذين القسمين وقع محلّ الكلام في كونه من العرض الذّاتي، حيث ذهب بعض إلى انّ ما يعرض الشّي‌ء لجزئه الأعمّ أو الأخصّ يكون من العرض الغريب، كما انّ من العرض الغريب ما كان لأمر خارج أعمّ أو أخصّ أو مباين على مشرب المشهور، فيلزم ان يكون البحث عن كلّ ما يلحق الكلمة و لو بواسطة فصولها بحثا عن عوارض الكلمة، فيتداخل علم النّحو و الصّرف و اللّغة، لأن البحث في الجميع يكون عن عوارض الكلمة الّتي هي موضوع في العلوم الثّلاثة، و ان اختلفت جهة البحث، حيث انّ جهة البحث في النّحو هي الإعراب و البناء، و في الصّرف هي الصّحة و الاعتلال، و في اللّغة هي المعاني و المفاهيم، إلّا انّ الجميع يكون من العوارض الذّاتيّة لجنس الكلمة حسب الفرض، و ان كان عروضها لها باعتبار ما لها من الفصول: من الفاعل و المفعول، و الثّلاثي و المزيد فيه، إلّا انّ الجميع يعرض جنس الكلمة، و المفروض انّ عوارض الجنس عوارض ذاتيّة للكلمة، فيلزم تداخل العلوم الثّلاثة.

و لأجل ورود هذا الأشكال زيد قيد الحيثيّة، و قيل: ان تمايز العلوم بتمايز الموضوعات، و تمايز الموضوعات بتمايز الحيثيّات.

و قد أشكل على زيادة الحيثية: بأنها ممّا لا تسمن و لا تغني من جوع، كما لا يخفى على المراجع في المطوّلات هذا.

و لكنّ الإنصاف انّه يمكن حسم مادة الأشكال بما ذكرناه من معنى الحيثية الّتي أخذت قيدا في موضوع العلم، فانّه هب انّ هذه العوارض من العوارض الذّاتيّة للكلمة، إلّا انّ المبحوث عنه في علم النّحو ليس مطلق ما يعرض الكلمة من العوارض الذّاتيّة لها، بل من حيث خصوص قابليّتها للحوق البناء و الإعراب لها، على وجه تكون هذه الحيثيّة هي مناط البحث في علم النّحو، فالحيثيّة في المقام حيثيّة تقييديّة، لا تعليلية، و لا الحيثيّة الّتي تكون عنوانا للموضوع كالحيثيّة في قولنا: الماهيّة من حيث هي هي ليست إلا هي. فإذا صار الموضوع في علم النّحو هي الكلمة من حيث خصوص لحوق‌

اسم الکتاب : فوائد الاُصول المؤلف : الغروي النّائيني، الميرزا محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 25
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست