responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها المؤلف : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 99

وكان المفروض مع هذين الأمرين أن تكمّ الأفواه، وتكتم العواطف، إزاء الفاجعة، كما عشنا ذلك مع مآسي العراق الكثيرة وفجائعه الفادحة في العهد الطويل للطغيان والجبروت والدكتاتورية الغاشمة.

بل يفترض أن تقام مظاهر الفرح والزينة بالانتصار الكاسح والفتح العظيم للسلطة في هذين المصرين، كما أقيمت في الشام المعزولة عن عامة المسلمين ثقافياً، والتي لا تعرف عن أهل البيت (صلوات الله عليهم) إلا ما عرفها الأمويون.

إلا أنه يبدو أن هول الفاجعة- بأبعادها السابقة- وشدة وقعها في النفوس أفقدا الناس السيطرة على عواطفهم وكبح جماحها، بحيث اضطرت السلطة أن تقف مكتوفة اليد أمام ذلك.

إنكار بعض الصحابة على يزيد وابن زياد

ولا نعني بذلك الإنكارات الشخصية من بعض الصحابة على عبيد الله بن زياد وعلى يزيد حينما أخذا ينكتان رأس الإمام الحسين (ع) بالقضيب تشفياً منه، كزيد بن أرقم‌[1] وأبي برزة الأسلمي‌[2] وأنس بن مالك‌[3]. إذ ربما كانوا يشعرون ببعض الحصانة لمركزهم الاجتماعي، ولأن السلطة كانت تتجمل بهم، فلا تقدم على قتلهم بعد أن لم يكن لإنكارهم مظهر على الصعيد العام.

بل اقتصرت على الإنكار عليهم أو على بعضهم بشدة، كقول عبيد الله بن زياد لزيد بن أرقم: «أبكى الله عينيك! فوالله لولا أنك شيخ قد خرفت وذهب‌


[1][2] تقدمت مصادره في ص: 62.

[3] تقدمت مصادره في ص: 61.

اسم الکتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها المؤلف : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 99
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست