الشهر الذي كان أهل الجاهلية فيما مضى يحرمون فيه الظلم والقتال لحرمته. فما عرفت هذه الأمة حرمة شهرها، ولا حرمة نبيها (ص). لقد قتلوا في هذا الشهر ذريته، وسبوا نساءه، وانتهبوا ثقله. فلا غفر الله لهم ذلك أبداً. يا ابن شبيب إن كنت باكياً لشي‌ء فابك للحسين بن علي بن أبي طالب (ع) فإنه ذبح كما يذبح الكبش. وقتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلًا ما لهم في الأرض شبيه. ولقد بكت السماوات السبع والأرضون لقتله ...»[1].

الأحداث الكاشفة عن ارتباط الفاجعة بالله تعالى‌

الخامس: ما استفاضت به الأخبار التي رواها شيعة أهل البيت والجمهور من حدوث الأمور الغريبة الخارقة للعادة بسبب مصيبة الإمام الحسين (ع) الكاشفة عن رفعة شأنه، وعن غضب الله تعالى لفاجعته.

فقد رمى الإمام الحسين (ع) بشي‌ء من دمه‌[2] ودم ولده‌[3] للسماء، فلم‌

[1] الأمالي للصدوق ص: 192 المجلس السابع والعشرون: حديث الرضا( ع) عن يوم عاشوراء. عيون أخبار الرضا( ع) ج: 2 ص: 268. بحار الأنوار ج: 44 ص: 286. إقبال الأعمال ج: 3 ص: 29 فيما نذكره من عمل أول ليلة المحرم.

[2] تاريخ الطبري ج: 4 ص: 343 أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة. الكامل في التاريخ ج: 4 ص: 76 أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة: ذكر مقتل الحسين رضي الله عنه. تاريخ دمشق ج: 14 ص: 223 في ترجمة الحسين بن علي بن أبي طالب. تهذيب الكمال ج: 6 ص: 430 في ترجمة الحسين بن علي بن أبي طالب. سير أعلام النبلاء ج: 3 ص: 311 في ترجمة الحسين الشهيد. الوافي بالوفيات ج: 12 ص: 265 في ترجمة الحسين بن علي بن أبي طالب. مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ج: 3 ص: 214. ذخائر العقبى ص: 144. بحار الأنوار ج: 45 ص: 301، 311. وغيرها من المصادر.

[3] مقاتل الطالبيين ص: 59- 60 عبد الله بن الحسين بن علي بن أبي طالب. اللهوف في قتلى الطفوف ص: 69. مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ج: 3 ص: 257. مثير الأحزان ص: 53- 54. بحار الأنوار ج: 45 ص: 46. وغيرها من المصادر.