responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها المؤلف : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 579

أولًا: لأن فوائد هذه الأمور لا تختص بالصراع مع الظالمين والجهاد في وجه الطغيان، بل لها فوائد أخرى مهمة جداً سبق التعرض لها في المطلب الثاني عند التعرض لما كسبه التشيع من فاجعة الطف.

والأهم من الكل حثّ الشارع الأقدس عليها بوجه مؤكد، وما أعدّه من الأجر العظيم والثواب الجزيل لمن يقوم بها. من دون أن يتضمن التقييد بزمان خاص أو حال خاص. كما هو الحال في الحج والعمرة وغيرهما من الواجبات والمستحبات الشرعية. فالتقييد المذكور تخرص في تحريف الحكم الشرعي.

وثانياً: لأن الشيعة حينما بدأوا بهذه الممارسات- بدفع من الأئمة (صلوات الله عليهم)- لم يكونوا في مقام مواجهة الطغاة ومقارعتهم بها، بل قاموا بها بصورة فردية سرية خوفاً من الظالمين، ولم يكن الدافع لهم إلا الأخذ بتوجيهات أهل البيت (صلوات الله عليهم)، والسير على تعاليمهم، وتأكيد الولاء لهم، وأداء حقهم.

وخاصةً الإمام الحسين (ع) الذي يتميز بموقع عاطفي عميق في نفوس الشيعة، نتيجة فاجعة الطف بأبعادها المأساوية المثيرة.

غاية الأمر أن ظهور قيام الشيعة بهذه الممارسات، وإصرارهم عليها تدريجاً، أثار حفيظة الظالمين، فجدوا في منعها والتنكيل بالقائمين بها، وبدأ الصراع بين الطرفين نتيجة ذلك.

فالصراع مع الطغاة ومقارعتهم أمر طارئ على هذه الممارسات، من دون أن يكون مأخوذاً في صميمها، ولا سبباً للحث عليها، أو شرطاً فيه.

وثالثاً: لأن كثيراً من هذه الممارسات التي ورد الحث عليها، والوعد بالأجر والثواب جزاءً لها، تبتني على التخفي والتستر من دون أن يكون لها مظهر يثير الطغاة ويزعجهم، مثل ما تضمنته رواية مسمع كردين الآتية في‌

اسم الکتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها المؤلف : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 579
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست