responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها المؤلف : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 574

وها نحن نرى هذه الأيام أثر هذه الممارسات في إلفات نظر العالم وتوجيه وسائل الإعلام المختلفة نحو الفاجعة في مواسمها المشهودة.

وذلك يفسر ما سبق في حديث معاوية بن وهب من دعاء الإمام الصادق (ع) لزوّار الإمام الحسين (صلوات الله عليه)، وقوله: «اللهم إن أعداءنا عابوا عليهم بخروجهم، فلم ينههم ذلك عن الشخوص إلينا، خلافاً منهم على من خالفنا. فارحم تلك الوجوه التي غيرتها الشمس، وارحم تلك الخدود التي تتقلب على حضرة أبي عبد الله (ع)، وارحم تلك الأعين التي جرت دموعها رحمة لنا، وارحم تلك الصرخة التي كانت لنا ...»[1].

نعم لابد أن ينضم إلى تلك الممارسات بعض الممارسات الهادئة، كقراءة المقتل الفجيع، ومجالس العزاء الشارحة لظروف الفاجعة وأهدافها، والكتب أو النشرات المتحدثة عنها بإسهاب أو إيجاز، تبعاً لاختلاف الظروف والمناسبات.

كل ذلك من أجل التثقيف العام، والتعريف بالحدث، والتذكير به، واستيعاب مفرداته ومقارناته التي تزيد في وقعه، والتفاعل به.

الكلام في تطوير طرق إحياء المناسبات‌

الأمر الثالث: قد يظن الظان أن تطور الأوضاع في العالم المعاصر يلزم بتطوير وسائل الدعوة للمبدأ وكيفية إحياء هذه المناسبات، وتبديلها بما يتلاءم مع واقع العصر وينسجم معه.

لكننا في الوقت الذي نحبذ فيه إيجاد وسائل تناسب التطور المذكور، نرى أن ذلك يجب أن يكون مصاحباً لهذه الشعائر بواقعها المعهود المألوف، لا بدلًا عنها.

فإن هذه الشعائر والممارسات حينما وجدت في غابر الزمان وجدت غريبة


[1] تقدم في ص: 530- 532.

اسم الکتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها المؤلف : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 574
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست