responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها المؤلف : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 527

عبد الله (ع) عن الرجل يقاتل دون ماله فقال: قال رسول الله (ص): من قتل دون ماله فهو بمنزلة الشهيد. فقلت: أيقاتل أفضل أو لا [لم. خ ل‌] يقاتل؟ فقال: [إن لم يقاتل فلا بأس‌] أما أنا فلو كنت لم أقاتل وتركته»[1].

فإن صدره قد تضمن بيان عظيم فضل القتل دفاعاً عن المال، ومع ذلك فذيله كالصريح في كون حفظ النفس أفضل. وما ذلك إلا لما ذكرناه من أهمية بقاء المؤمنين وتكثيرهم من أجل خدمة دعوة الحق الشريفة.

اهتمام الأئمة عليهم السلام بتقوية كيان الشيعة

وبعد ذلك انصبت جهود الأئمة (عليهم أفضل الصلاة والسلام)- بعهد من الله عز وجل ورسوله (ص) وتوجيه منهما- على تقوية كيان التشيع وبلورة مفاهيمه، واستثمار مكاسبه السابقة لصالح دعوته الشريفة. وذلك بأمور:

التأكيد على تعذر تعديل مسار السلطة ولزوم مهادنتها

الأول‌: التأكيد على الحقيقة السابقة، وإقناع الشيعة بها، وهي تعذر إقامة الحكم الصالح، وتعديل مسار السلطة في الإسلام بعد الانحراف الذي حصل، وما ترتب عليه من سلبيات في المجتمع الإسلامي.

وأنه نتيجة لذلك صاروا هم (صلوات الله عليهم) وأتباعهم في هدنة مع السلطة الغاشمة حتى قيام الإمام الثاني عشر الحجة المهدي المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف).

من دون أن يغفلوا عليهم السلام جور السلطة الظالمة، وعدم شرعيتها، ووجوب مباينتها، وحرمة التعاون معها والركون إليها، وما جرى مجرى ذلك مما يكون‌


[1] وسائل الشيعة ج: 11 باب: 46 من أبواب جهاد العدو وما يناسبه حديث: 10.

اسم الکتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها المؤلف : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 527
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست