ولما عرضوا عليه أن يقتل من نفّر ناقته وحاول إلقاءه في العقبة قال (ص): «لا. أكره أن تتحدث العرب بينها أن محمداً قاتل بقوم، حتى إذا أظهره الله بهم أقبل عليهم يقتلهم ...»[1].
ولما نقض معاوية شروط الموادعة مع أمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسلام) وأخذ يشن الغارات على بلاده خطب أمير المؤمنين (ع)، فقال: «ما لمعاوية قاتله الله؟! لقد أرادني على أمر عظيم. أراد أن أفعل كما يفعل. فأكون قد هتكت ذمتي، ونقضت عهدي، فيتخذها علي حجة، فتكون عليّ شيناً إلى يوم القيامة كلما ذكرت. فإن قيل له: أنت بدأت. قال: ما علمت ولا أمرت. فمن قائل يقول: قد صدق. ومن قائل يقول: كذب. أمَ والله إن الله لذو أناة وحلم عظيم. لقد حلم عن كثير من فراعنة الأولين، وعاقب فراعنة، فإن يمهله الله فلن يفوته، وهو له بالمرصاد على مجاز طريقه. فليصنع ما بدا له، فإنا غير غادرين بذمتنا، ولا ناقضين لعهدنا، ولا مروعين لمسلم ولا معاهد، حتى ينقضي شرط الموادعة بيننا إن شاء الله»[2].
ونظير ذلك ما سبق في أواخر المقصد الأول- عند الكلام في تبدل موقف السلطة من فاجعة الطف ومحاولتها التنصل منها- من كلام معاوية مع عبيد الله بن
[1] تفسير ابن كثير ج: 2 ص: 386- 387، واللفظ له. البداية والنهاية ج: 5 ص: 25 في أحداث سنة تسع من الهجرة. تخريج الأحاديث والآثار للزيلعي ج: 2 ص: 84 الحديث الخامس والثلاثون. الدر المنثور ج: 3 ص: 260. تاريخ الإسلام ج: 2 ص: 648 في فائدة. السيرة الحلبية ج: 3 ص: 121. وغيرها من المصادر.