responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها المؤلف : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 479

حديث سدير الصيرفي‌

وقد يحسن بنا أن نذكر هنا حديث سدير الصيرفي، قال: «دخلت على أبي عبد الله (ع)، فقلت له: والله ما يسعك القعود. فقال: ولِمَ يا سدير؟ قلت: لكثرة مواليك وشيعتك وأنصارك. والله لو كان لأمير المؤمنين (ع) ما لَكَ من الشيعة والأنصار والموالي ما طمع فيه تيم وعدي. فقال: يا سدير وكم عسى أن يكونوا؟ قلت: مائة ألف. قال: مائة ألف؟! قلت: نعم، ومائتي ألف. قال: مائتي ألف؟! قلت: نعم، ونصف الدنيا. قال: فسكت عني. ثم قال: يخف عليك أن تبلغ معنا إلى ينبع؟ قلت: نعم. فأمر بحمار وبغل أن يسرجا ... فمضينا، فحانت الصلاة. فقال: يا سدير انزل بنا نصلي. ثم قال: هذه أرض سبخة لا تجوز الصلاة فيها. فسرنا حتى صرنا إلى أرض حمراء. نظر إلى غلام يرعى جداء. فقال: والله يا سدير لو كان لي شيعة بعدد هذه الجداء ما وسعني القعود. ونزلنا وصلينا. فلما فرغنا من الصلاة عطفت على الجداء فعددتها فإذا هي سبعة عشر»[1].

ومن الطبيعي أن يكون مراده (ع) من الشيعة هنا الخلّص ذوي الثبات والتسليم والتصميم على الوجه الأكمل، الذين لا تزعزعهم المحن والبليات، ولا تزيلهم الشبهات والمغريات.

وقد يشير إلى ذلك حديث أبي مريم عن الإمام الباقر (ع): «قال: قال أبي يوماً وعنده أصحابه: من منكم تطيب نفسه أن يأخذ جمرة في كفه، فيمسكها حتى تطفأ؟ قال: فكاع الناس كلهم ونكلوا. فقمت وقلت: يا أبة أتأمر أن أفعل؟ فقال: ليس إياك عنيت. إنما أنت مني وأنا منك. بل إياهم أردت [قال:] وكررها ثلاثاً. ثم قال: ما أكثر الوصف، وأقل الفعل. إن أهل الفعل قليل. إن أهل الفعل قليل. وإنا لنعرف أهل الفعل والوصف معاً. وما كان هذا منّا


[1] الكافي ج: 2 ص: 242- 243 ح: 4.

اسم الکتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها المؤلف : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 479
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست