responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها المؤلف : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 475

كيانهم، ولا يستفزهم.

الرابع: وجود نخبة صالحة قد تعرفت على الحقيقة الكاملة من عهد أمير المؤمنين (صلوات الله عليه)، وصممت على التضحية في سبيل هذه الحقيقة.

ولا نعني بذلك كل من كتب إلى الإمام الحسين (صلوات الله عليه)، أو بايع. إذ كثير منهم انتهازيون قد قاموا بذلك لتخيلهم نجاح الإمام (ع) في الاستيلاء على السلطة، وكثير منهم همج رعاع ينعقون مع كل ناعق.

بل نعني به من كان مصمماً على التضحية عن جدّ وإخلاص، وهم كثيرون نسبياً، سواء من ضحى بالفعل، أم من لم يضح، إما لأنه منع من الوصول للإمام الحسين (ع)، لسجن، أو لقطع الطرق وجعل المراصد- كما أشرنا إليه في المقدمة- أو لأن عزمه قد ضعف عندما جدّ الجد، أو عندما يئس من انتصار الإمام الحسين (ع) عسكرياً.

ومع كل هذه الأمور الأربعة لم يتسن للنهضة الشريفة النجاح العسكري، بسبب غشم السلطة، وفساد المجتمع، وتخاذله أمام الغشم المذكور.

كما قال الإمام الحسين (صلوات الله عليه) في خطبته في الطريق أو حينما نزل كربلاء: «الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درّت معايشهم، فإذا محّصوا بالبلاء قلّ الديّانون»[1].

وقد تجاهلت السلطة كل الحواجز والمثبطات، وقامت بهذه الجريمة النكراء بأبعادها المتقدمة، وتبعها من تبعها، وكمّت الأفواه، بين الخوف والأطماع.

وذلك كافٍ لأن يكون عبرة ودليلًا على تعذر الإصلاح الكامل، إذ لا


[1] تقدمت مصادره في ص: 37.

اسم الکتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها المؤلف : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 475
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست