responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها المؤلف : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 434

فعن ابن حزم في التعقيب على ما تقدم من كلام عروة بن الزبير مع ابن عباس: «إنها لعظيمة ما رضي بها قط أبو بكر وعمر رضي الله عنهما»[1].

وقال الذهبي في الدفاع عن عروة: «قلت: ما قصد عروة معارضة النبي (ص) بهما، بل رأى أنهما ما نهيا عن المتعة إلا وقد اطلعا على ناسخ»[2].

وهذا منهم وإن ابتنى في كثير من الموارد على التمحل غير المقبول، إلا أنه فتح عظيم للدين، حيث يستبطن الاعتراف بانحصار المرجع فيه بالكتاب المجيد والسنة الشريفة. وبذلك تتم الحجة. والتمحل لا ينفع صاحبه، ولا يكون عذراً له مع الله عز وجل. كما لا يقبله المنصف من الناس.

وبذلك اتضحت معالم الدين، وتجلت ضوابط الحق من الباطل، بنحو يتيسر لطالب الحق الوصول إليه، لظهور حجته. ويكون حائلًا دون تحريف الدين وضياعه، كما حصل في الأديان السابقة.

كل ذلك بجهود أئمة أهل البيت (صلوات الله عليهم)، وفي قمتها نهضة الإمام الحسين (ع) التي انتهت بفاجعة الطف الدامية التي هزت ضمير المسلمين، ونبهتهم من غفلتهم، وغيرت وجهتهم، وارتفعت بسببها أصوات الإنكار على الظالمين، وحفزت على نقد مواقفهم وسلوكهم وتعريتهم، بنحو قضى على مشروعهم في استغفال المسلمين، وتدويل الدين والتحكم فيه، مما يؤدي إلى ضياع معالمه على طالبيه.

فجزى الله الإمام الحسين (صلوات الله عليه) عن الإسلام والمسلمين خير جزاء المحسنين. والسلام عليه وعلى المستشهدين معه، ورحمة الله وبركاته.


[1] تذكرة الحفاظ ج: 3 ص: 837 في ترجمة محمد بن عبد الملك بن أيمن.

[2] سير أعلام النبلاء ج: 15 ص: 243 في ترجمة ابن أيمن.

اسم الکتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها المؤلف : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 434
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست