لكنهم أخطأوا حظهم، وضيعوا نصيبهم، و بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللهِ كُفْراً وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ[1] فكان عاقبة أمرهم خسراً.
وإلى ذلك يشير عمار بن ياسر رضي الله عنه في كلام له يوم الشورى بعد صرف الأمر عن أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) وبيعة عثمان. فقد روى الجوهري قال: «نادى عمار بن ياسر ذلك اليوم: يا معشر المسلمين، إنّا كنّا وما كنّا نستطيع الكلام قلة وذلة، فأعزنا الله بدينه، وأكرمنا برسوله. فالحمد لله رب العالمين. يا معشر قريش، إلى متى تصرفون هذا الأمر عن أهل بيت نبيكم، تحولونه ههنا مرة، وههنا مرة؟! ما أنا آمن أن ينزعه منكم ويضعه في غيركم، كما نزعتموه من أهله ووضعتموه في غير أهله»[2]. وإنا لله وإنا إليه راجعون. ولله أمر هو بالغه.
إظهار دعوة الإسلام الحق أهم من قوة دولته
أما كون الدولة إسلامية فهو من الأهمية بمكان، خصوصاً في تلك الظروف، حيث تكون سبباً في حفظ كيان الإسلام، وإيصال دعوته الشريفة للعالم، كما حصل فعلًا. ولذا تقدم أن أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) ترك الصراع مع القوم لاسترجاع حقه حفاظاً على كيان الإسلام العام.
إلا أن من أهم الثمرات المطلوبة من بقاء الكيان الإسلامي العام هو تحقيق الأرضية الصالحة لإيصال الإسلام الحق للمسلمين، بل للعالم عامة وتعريفهم به. فلا معنى للتفريط بهذه الثمرة حذراً من ضعفٍ مؤقت في قوة