responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها المؤلف : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 386

ويتضح ذلك في العرب قبل الإسلام، حيث بقيت فيهم كثير من ملامح دين إبراهيم (على نبينا وآله وعليه الصلاة والسلام) كالحج والعمرة والختان وغسل الجنابة والميت وكثير من محرمات النكاح، وتعظيم البيت الحرام، واحترام إبراهيم نفسه، وغير ذلك.

ضرورة إحراج السلطة بموقف يلجئها لمغامرة سابقة لأوانها

وعلى ضوء ذلك لا علاج لمأساة الإسلام والمسلمين، في تلك المرحلة الحساسة، إلا بإحراج السلطة بموقف يستثيرها، ويفقدها توازنها، لتتخذ خطوة سابقة لأوانها، وتقوم بجريمة نكراء، تنكشف به على حقيقتها، وتستفز جمهور المسلمين، وتذكرهم بدينهم ومبادئهم السامية، وتثير غضبهم، وتفصلهم عنها وتخسر ثقتهم بها.

وبذلك تفقد السلطة فاعليتها في التثقيف، وقدرتها على التحريف. ويكون تعامل الجمهور معها تعامل الضعيف مع القوي، والمقهور مع القاهر، لا تعامل الرعية مع الراعي، والأتباع مع القائد.

سنوح الفرصة لاتخاذ الموقف المذكور بعد معاوية

ومن الظاهر أن الفرصة قد سنحت بعد معاوية لاتخاذ الموقف المذكور للأسباب التالية:

الأول‌: التحول في معيار اختيار الخليفة، وفي شخص الخليفة، بالنحو غير المألوف للمسلمين، ولا المقبول عندهم في وقته.

حيث يصلح ذلك مبرراً لإعلان عدم الشرعية، والامتناع من البيعة، ثم التذكير بجرائم الأمويين عموماً، والإنكار عليهم، وفضحهم.

اسم الکتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها المؤلف : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 386
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست