responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها المؤلف : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 382

الخوارج- إلا الشيعة. وهم وإن كانوا قد فرضوا احترامهم بأشخاصهم على المسلمين، لما عرفوا به من التقوى والعلم وصدق اللهجة، حتى أخذ الجمهور بروايات محدثيهم في الصدر الأول مع علمهم بتشيعهم ومخالفتهم لهم‌[1]. وروي عن سفيان الثوري قوله: «هل أدركت خيار الناس إلا الشيعة؟»[2].

وفي صحيح زيد الشحام عن الإمام الصادق (صلوات الله عليه) في وصيته لشيعته: «أوصيكم بتقوى الله عز وجل والورع في دينكم والاجتهاد لله وصدق الحديث وأداء الأمانة ... فوالله لحدثني أبي (ع) أن الرجل كان يكون في القبيلة من شيعة علي (ع) فيكون زينها آداهم للأمانة، وأقضاهم للحقوق، وأصدقهم للحديث. إليه وصاياهم وودائعهم. تسأل العشيرة عنه فتقول: من مثل فلان؟! إنه لآدانا للأمانة وأصدقنا للحديث»[3] ... إلى غير ذلك.

إلا أن من المعلوم أن الشيعة قد تعرضوا لشتى صروف التنكيل المشار إليها آنفاً فلا يسهل إيصال إنكارهم للجمهور وتعميم دعوتهم.

مع أنهم يصطدمون مبدئياً بشرعية خلافة الأولين، ويتبنون نقد مواقفهم ومواقف من كان على خطهم، مع ما لبعض أولئك من مكانة في نفوس جمهور المسلمين قد تبلغ حدّ التقديس.

وذلك يكون حاجزاً دون السماع من الشيعة والتفاعل بحديثهم. خصوصاً إذا بايع إمامهم الحسين (صلوات الله عليه) وغيره من ذوي المكانة في المجتمع الإسلامي.


[1] راجع كتاب المراجعات ص: 104- 194 المراجعة: 16.

[2] مقاتل الطالبيين ص: 195 من خرج مع محمد بن عبد الله من أهل العلم.

[3] الكافي ج: 2 ص: 636 باب ما يجب من المعاشرة حديث: 5. وسائل الشيعة ج: 8 ص: 398- 399 باب: 1 من أبواب أحكام العشرة حديث: 2.

اسم الکتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها المؤلف : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 382
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست