شواهد ذلك عند الكلام في تركيز السلطة على وجوب الطاعة، وفي ظهور حجم الخطر بملاحظة مواقف الأمويين وتشويههم للحقائق[1].
وبذلك تعرض دين الإسلام العظيم للخطر القاتل. بل تعرضت الحقيقة الدينية المقدسة عموماً للتشويه والضياع الأبدي، إذ الإسلام خاتم الأديان، وليس بعده دين ولا وحي يظهر الحقيقة، ويدافع عنها. ويأتي في أوائل المقام الثالث إن شاء الله تعالى ما ينفع في المقام.
تفاقم الخطر بتحويل الخلافة إلى قيصرية أموية
ويزيد في هذا الخطر أن معاوية قد عهد بالخلافة إلى ولده يزيد، حيث تحولت إلى هرقلية قيصرية في ضمن عائلة خاصة. إذ تستخدم هذه العائلة الدين حينئذ لخدمة أهدافها ذات الأمد الطويل.
ولاسيما بعد أن كانت تلك العائلة خصماً عنيداً للإسلام. لما هو المعلوم من موقفهم المناهض له في بدء ظهور دعوته. وقد وترهم الإسلام في أنفسهم، وفي موقعهم الاجتماعي.
مضافاً إلى ظهور استهتارهم بالمبادئ والقيم، بحيث لا يقفون عند حدّ، ولا يمنعهم من تحقيق أهدافهم شيء.
وقد سبق منّا عرض بعض مواقفهم وثقافتهم التي كانوا يثقفون بها أهل الشام، ويحاولون تعميمها في المسلمين، وحملهم عليها، عند التعرض لما يتوقع أن يترتب على الانحراف الذي حصل، نتيجة الخروج بالسلطة في الإسلام عن واقعها الذي أراده الله تعالى، وقامت الأدلة والنصوص عليها.