responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها المؤلف : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 369

شواهد ذلك عند الكلام في تركيز السلطة على وجوب الطاعة، وفي ظهور حجم الخطر بملاحظة مواقف الأمويين وتشويههم للحقائق‌[1].

وبذلك تعرض دين الإسلام العظيم للخطر القاتل. بل تعرضت الحقيقة الدينية المقدسة عموماً للتشويه والضياع الأبدي، إذ الإسلام خاتم الأديان، وليس بعده دين ولا وحي يظهر الحقيقة، ويدافع عنها. ويأتي في أوائل المقام الثالث إن شاء الله تعالى ما ينفع في المقام.

تفاقم الخطر بتحويل الخلافة إلى قيصرية أموية

ويزيد في هذا الخطر أن معاوية قد عهد بالخلافة إلى ولده يزيد، حيث تحولت إلى هرقلية قيصرية في ضمن عائلة خاصة. إذ تستخدم هذه العائلة الدين حينئذ لخدمة أهدافها ذات الأمد الطويل.

ولاسيما بعد أن كانت تلك العائلة خصماً عنيداً للإسلام. لما هو المعلوم من موقفهم المناهض له في بدء ظهور دعوته. وقد وترهم الإسلام في أنفسهم، وفي موقعهم الاجتماعي.

مضافاً إلى ظهور استهتارهم بالمبادئ والقيم، بحيث لا يقفون عند حدّ، ولا يمنعهم من تحقيق أهدافهم شي‌ء.

وقد سبق منّا عرض بعض مواقفهم وثقافتهم التي كانوا يثقفون بها أهل الشام، ويحاولون تعميمها في المسلمين، وحملهم عليها، عند التعرض لما يتوقع أن يترتب على الانحراف الذي حصل، نتيجة الخروج بالسلطة في الإسلام عن واقعها الذي أراده الله تعالى، وقامت الأدلة والنصوص عليها.


[1] راجع ص: 196 وما بعدها، وص: 249 وما بعدها.

اسم الکتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها المؤلف : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 369
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست