responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها المؤلف : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 33

الرجوع‌[1] ليس لاحتمال فسح المجال له وقبولهم بذلك، في محاولة للتراجع عن مقصده بعد أن ظهر له خطأ تقديره وحساباته، بل هو أشبه بطلب صوري إقامة للحجة، ومقدمة لاتفاقه مع الحر على أن يسير في طريق لا يوصله للكوفة ولا يرده للمدينة، بل ينتهي به إلى حيث انتهى. وقد تحقق له (ع) ما أقدم عليه.

اتفاقه (ع) مع الحرّ في الطريق‌

ولما التقى (صلوات الله عليه) بالحرّ بن يزيد الرياحي- الذي بعثه ابن زياد في ألف رجل لياتوه بالحسين إلى الكوفة- كان (ع) في أبعد موضع عن نفوذ ابن زياد، وأصعب مكان لتجمع الجيش ضده، حيث لا ماء ولا زرع ولا قرى ولا مأوى.

لكنه (ع) بعد أن منعه الحرّ من الرجوع اتفق مع الحرّ- كما سبق- على أن يسلك طريقاً لا يوصله للكوفة ولا يرجع به للمدينة، واستمر في السير في منطقة نفوذ ابن زياد، وتوغل فيها.

مع أنه (صلوات الله عليه) إن كان آيساً من نصرة أهل الكوفة له كان الأصلح له عسكرياً أن يقف حيث انتهى، أو يقتصر في السير على أول موضع يجد فيه الماء.

وإن كان يأمل نصرتهم، ويحاول الحصول عليها، كان الأصلح له أن يسير مع الحرّ إلى مشارف الكوفة، ثم يمتنع من الاستسلام لابن زياد، ويستنصر الناس. حيث يسهل على من يريد نصره من الكوفيين أن يصل إليه ويلتحق به.

بينما يتعذر ذلك على الكثير منهم إذا بَعُد عن الكوفة، لأن عبيد الله بن‌


[1] تاريخ الطبري ج: 4 ص: 303 أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة. الكامل في التاريخ ج: 4 ص: 47 أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة: ذكر مقتل الحسين رضي الله عنه.

اسم الکتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها المؤلف : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 33
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست