سار علي فيهم ما علم أحد كيف السيرة في المسلمين»[1]. وسئل عن يوم الجمل. فقال: «سار علي فيه بالعدل، وهو علّم المسلمين السنّة في قتال أهل البغي»[2].
وقال تلميذه محمد بن الحسن: «لو لم يقاتل معاوية علياً ظالماً له متعدياً باغياً كنا لا نهتدي لقتال أهل البغي»[3].
وقال الشافعي: «لولا علي لما عُرف شيء من أحكام أهل البغي»[4].
ولما أنكر يحيى بن معين على الشافعي استدلاله بسيرة أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) في قتال البغاة، وقال: «أيجعل طلحة والزبير بغاة؟!» ردّ عليه أحمد بن حنبل وقال: «ويحك! وأي شيء يسعه أن يضع في هذا المقام؟!». وقال ابن تيمية: «يعني: إن لم يقتد بسيرة علي في ذلك لم يكن معه سنة من الخلفاء الراشدين في قتال البغاة»[5].
وقد أوضح أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) بسيرته وأقواله في تلك الحروب أمرين:
إسلام الباغي يعصمه من الرق ويعصم ماله
أولهما: أن الباغي وإن هدر دمه دفعاً لشره، إلا أن إسلامه يعصمه
[1] بغية الطلب في تاريخ حلب ج: 1 ص: 291 باب في ذكر صفين ...: الفصل الثاني في بيان أن علياً( ع) على الحق في قتاله معاوية رضي الله عنه، واللفظ له. مناقب أبي حنيفة للخوارزمي ج: 2 ص: 83 الباب الرابع والعشرون في ذكر ألفاظ جرت على لسانه فصارت أمثالًا بين الناس. مناقب أبي حنيفة للكردري ج: 2 ص: 71.
[2] مناقب أبي حنيفة للخوارزمي ج: 2 ص: 84 الباب الرابع والعشرون في ذكر ألفاظ جرت على لسانه فصارت أمثالًا بين الناس. مناقب أبي حنيفة للكردري ج: 2 ص: 72.
[3] الجواهر المضية في طبقات الحنفية ج: 2 ص: 26 في ترجمة محمد بن أحمد بن موسى بن داود الرازي البرزالي.