responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها المؤلف : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 284

على الإنكار والتغيير، لعدم وجود الأرضية الصالحة لذلك، بعدما سبق من اندفاع الناس مع أولياء الأمور. مع أنه ربما كان لا يرى الصلاح في أن يبدأ هو بشق كلمة المسلمين، وزرع بذور الخلاف بينهم. على ما أشرنا إليه آنفاً.

مدى اندفاع العامة مع السلطة في تلك الفترة

ويمكن أن نعرف مدى اندفاع الناس مع أولياء الأمور في ذلك الوقت، وعدم اهتمامهم بمعرفة الحقيقة، والدفاع عنها، مما تقدم في قصة صبيغ بن عسل‌[1] من امتناع الناس عن مجالسته ومخالطته لمنع عمر عن ذلك، من دون أن يذكروا جرمه أو يقيّموه.

وما رواه جندب بن عبد الله الأزدي عند تعرضه للمشادة بين المقداد وعبد الرحمن بن عوف من أجل إقصاء أمير المؤمنين (ع) في تلك الشورى، وما تقدم من قول المقداد: «أما والله لو أن لي على قريش أعواناً لقاتلتهم قتالي إياهم ببدر وأحد»[2].

قال جندب: «فاتبعته، وقلت له: يا عبد الله أنا من أعوانك. فقال: رحمك الله إن هذا الأمر لا يغني فيه الرجلان ولا الثلاثة».

قال: «فدخلت من فوري ذلك على علي (ع) فقلت: يا أبا الحسن، والله ما أصاب قومك بصرف هذا الأمر عنك. فقال: صبر جميل. والله المستعان. فقلت: والله إنك لصبور. قال: فإن لم أصبر فماذا أصنع؟ ... فقلت: تقوم في الناس فتدعوهم إلى نفسك، وتخبرهم أنك أولى بالنبي (ص)، وتسألهم النصر على هؤلاء المظاهرين عليك. فإن أجابك عشرة من مائة شددت بهم على الباقين.


[1] تقدم في ص: 187.

[2] تقدم في ص: 203.

اسم الکتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها المؤلف : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 284
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست