توقف أهل البيت عليهم السلام عن تنبيه عامة المسلمين لحقهم في الخلافة
ونتيجة لجميع ما سبق لابد أن يتوقف أهل البيت (صلوات الله عليهم) والخاصة من شيعتهم عن تنبيه عامة الناس لحقهم عليهم السلام في الخلافة، ولحصول التشويه والتحريف في كثير من الحقائق الدينية، لعدم حصول الأرضية المناسبة لذلك. ويقتصر نشاطهم على الخاصة من أجل إعدادهم للعمل في الوقت المناسب.
ولاسيما أن أخلاقياتهم ومثلهم واهتمامهم بفرض احترامهم على المسلمين قد تمنعهم من أن يعرف عنهم أنهم السبب في شق كلمة المسلمين، وزرع بذور الخلاف والشقاق بينهم، وكانوا يرون أن الأنسب لهم أن تظهر أسباب الخلاف والشقاق والفتنة من غيرهم. وهو ما يتوقع حصوله في القريب العاجل بسبب تداعيات الانحراف الذي حصل في السلطة.
إحساس عمر بأن الاستقرار على وشك النهاية
وكان عمر بن الخطاب قد أدرك ذلك، وعرف أن زمان الاستقرار على وشك النهاية. قال ابن أبي الحديد: «وروى أبو جعفر الطبري في تاريخه، قال: كان عمر قد حجّر على أعلام قريش من المهاجرين الخروج في البلدان إلا بإذن وأجل، فشَكَوه. فبلغه، فقام فخطب فقال: ألا إني قد سننت الإسلام سن البعير، يبدأ فيكون جذعاً، ثم ثنياً، ثم يكون رباعياً، ثم سديساً، ثم بازلًا. ألا فهل ينتظر بالبازل إلا النقصان.
ألا وإن الإسلام قد صار بازلًا. وإن قريشاً يريدون أن يتخذوا مال الله معونات على ما في أنفسهم. ألا إن في قريش من يضمر الفرقة، ويروم خلع الربقة. أما وابن الخطاب حيّ فلا. إني قائم دون شعب الحرة، آخذ بحلاقيم