responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها المؤلف : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 248

عليه) التعرض لها في وجه اختلاف الأخبار عن النبي‌[1] (ص).

شكوى أمير المؤمنين (ع) من أوضاع الأمة

ويبدو تفاقم المشكلة من خطبة لأمير المؤمنين (ع)، قال فيها: «وما كل ذي قلب بلبيب، ولا كل ذي سمع بسميع، ولا كل ناظر ببصير. فيا عجبي- وما لي لا أعجب- من خطأ هذه الفرق على اختلاف حججها في دينها، لا يقتصون أثر نبي، ولا يقتدون بعمل وصي، ولا يؤمنون بغيب، ولا يعفّون عن عيب. يعملون في الشبهات، ويسيرون في الشهوات. المعروف عندهم ما عرفوا، والمنكر عندهم ما أنكروا. مفزعهم في المعضلات إلى أنفسهم، وتعويلهم في المبهمات على آرائهم. كأن كل امرئ منهم إمام نفسه، قد أخذ منها فيما يرى بعرىً ثِقات، وأسباب محكمات»[2].

وقد حقق ذلك الأرضية الصالحة لانقسام الأمة، وظهور الفرق في الإسلام، التي بدأت بالخوارج، وتتابعت من بعدهم حتى يومنا هذا. وإنا لله وإنا إليه راجعون. والحديث في ذلك طويل نقتصر منه على ما ذكرنا.

ظهور الابتداع في الدين ومخالفة نصوصه‌

الأمر الثاني‌: ظهور الابتداع في الدين ومخالفة نصوصه وتجاوزها، كما يتضح ذلك بالرجوع لما ذكره أهل الحديث وعلماء الكلام والمؤرخون.

والناس على دين ملوكهم يأخذونه منهم. بل كثيراً ما لا يهتمون بمعرفة دينهم والتقيد به، أو يقدمون طاعتهم على ما يعرفون من دينهم. وقد تقدم عند


[1] تقدم كلامه( ع) في ص: 191- 193.

[2] نهج البلاغة ج: 1 ص: 155- 156.

اسم الکتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها المؤلف : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 248
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست