روي انه لما ماتت فاطمة بنت اسد والدة أمير المومنين رضي الله عنها، أقبل علي عليه السلام فقال له النبي (ص): ما يبكيك لا ابكى الله عينيك؟ قال: توفيت والدتي يا رسول الله. فقال النبي (ص): بل والدتي يا علي فلقد كادت تجوِّع اولادها وتشبعني، وتشعث اولادها وتدهنني، والله لقد كان في دار أبي طالب نخلة وكانت تسابق اليها من الغداة لتلقط ما يقع منها في الليل، فكانت رضي الله عنها تأمر جاريتها فتلقط ما تحتها من الفلس ثم تُخبّيه، فاذا خرجوا بني عمّي تناولني ذلك.
ثم نهض وأخذ في جهازها، وكفّنها بقميصه (ص)، وكان في حال تشييع جنازتها يرفع قدماً ويتأنّى في رفع الآخر وهو حافِ القدم، فلمّا صلّى عليها كبّر سبعين تكبيرة ثم لحدها في قبرها بيده الكريمة بعد أن نام في قبرها ولقّنها الشهادة، فلمّا أهلَّ عليها التراب وأراد الناس الأنصراف جعل (ص) يقول لها: ابنكِ ابنكِ علي بن أبي طالب ابنكِ لا جعفر ولا عقيل.