responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مناهل علوم اهل البيت عليهم السلام المؤلف : أبو معاش، سعيد    الجزء : 1  صفحة : 88

وقد غرب عنه انّه صلى الله عليه و آله و سلم يريد ان السبَب الوحيد للاستفادة من علوم النبوّة هو خليفته مَولانا أمير المؤمنين عليه السلام، كما انّ المدخل الوحيد للمدينة بابها، فهو معنى‌ كنائيّ جييَ به لافادة ماذكرناه، والأساس لافضلية له غير انّه يقوم عليه سياج المدينة المشاد للوقاية عن الغارات والسرقات، وأمّا معنويات المدينة فلاصلة لها بشي‌ءٍ من ذلك، والاستفادة بالسقف على فرض تصويره في المدن ليسَ إلّاالاستظلال ودفع عابدية الحرّ والقرّ، ولذلك لايسقف إلّاالمحال التي يتصوّر فيها ذلك، كالبيوت والحمامات والحوانيت والربط وأمثالها.

فقاصدُ المدينة للاستفادة ممّا فيها من علمٍ أو ثروة أو أيٍ من أقسام النفع مَعنويّة وماديّة لايتوصَّل بها إلّابالدخول من الباب، فهو أهمُّ مِمّا جاء به ابن حجر من الاساس والجدار والسقف.

وأما الحَلَقَة فيُحتاج اليها لفتح الباب وسدِّه والدَق إذا كان مُرتجاً، غير انّ باب علم النبوّة غير موصود، ولايزال مفتوحاً على البشر على مصراعيه ابد الدهر.

ثمّ ان من الواضح انّ المراد من التعبير بالباب ليس الولوج والخروج فحسَب، وإنّما الاستفادة والأخذ، ولايَتمُّ هذا إلّاان يكون عند كُلّ علم النبوّة الذي أراد صلى الله عليه و آله و سلم سوق الأمّة إليه، وحَصر الطريق إلى ذلك بمَن عبَّر عنه بالباب تأكيداً للحَصر، ثم زاد في التأكيد بقوله: فمَن أراد المدينة فليأتِ الباب.

فعليٌّ أمير المؤمنين هو البابُ المبتلى به الناس، ومَن عنده كلُّ علم النبوّة، وكلُّ مايحتاج إليه البشر من فِقهٍ أو عظة أو خلق أو حُكم أو حِكَم أو سياسة أو حزم أو عَزم، فهو أعلَمُ الناس لامحالة، وأما زيادة الايضاح والبيان والتَفرّع للناس، فلايجوز أن تنفك عمّن سيق إليه البشر لغاية التفهّم، وازاحة

اسم الکتاب : مناهل علوم اهل البيت عليهم السلام المؤلف : أبو معاش، سعيد    الجزء : 1  صفحة : 88
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست