ورتّب على ذلك أثراً عظيماً، فالصَحابيّ أفضل من التابعيّ مهما عمل من الخير، والصَحابي مصونٌ وغير مسؤول مهما أرتكب من الموبقات! ولا يُرتضى عملٌ من أحد حتى يقترن بالرضى عن كلّ الصحابة، فالصحابيّ من الصحبة على قدر ماصحبه، فأدناهم صحبةً هو أفضَل من القرن الذين لم يروه، ولو لقوا اللَّه بجميع الأعمال كان الذي صحبوا النبيّ ورأوه وسمعوا منه أفضل، لصحبتهم، من التابعين، ولو عملوا كلّ أعمال الخَير، ومن إنتقص أحداً من المنافقين ممن كان من أصحاب رسول اللَّه، أو أبغَضَهُ لحدث سوءٍ كان منه، أو ذكر مساويه، كان مبتدعاً، حتى يترحَّم عليهم جميعاً، ويكون قلبه لهم سليماً[482].
وحين سُئِلَ عن عليّ عليه السلام وابن هند آكلة الأكباد، قال: ماأقول فيهم إلّا الحسنى وقال: رحَمهم اللَّه جميعاً!- أي الصحابة-، ومعاوية، وعمرو بن العاص، وأبو موسى الأشعري، والمغيرة كلّهم وصفَهم اللَّه تعالى في كتابه فقال:
قال يعقوب بن إسحاق: سمعت أحمد بن حنبل وسُئِلَ عن التفضيل فقال على حديث ابن عمر: أبو بكر وعمر وعثمان، والخلافة على حديث سفينة: أبو بكر وعمر وعثمان وعليّ[484]!