كان أبو هريرة- كما نص عليه أبو نعيم الأصفهاني[296]- أشهر من سكن الصفة وأستوطنها طيلة حياة النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم ولم ينتقل عنها وقد وصف نفسه بقوله:
وكنت أمرءاً مسكيناً من مساكين الصفة[297]، قال في كتاب الصلاة من صحيح البخاري في باب نوم الرجال في المسجد[298].
وفي صحيح البخاري[299] عن أبي هريرة قال: أنّه كان يلزم رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم بشبع بطنه. وروي فيه أيضاً من طريق ابن المسيّب وأبي سلمة[300] حديثاً قال فيه: وكنت ألزم رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم على ملء بطني.
ومن أقواله[301]: واللَّه الذي لا اله إلّاهو إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع، وإن كنت لأشدّ الحَجر على بطني من الجوع، ولقد قعدت يوماً على طريقهم الذي يخرجون منه- من المسجد- فمرّ أبو بكر فسألته عن آية من كتاب اللَّه ماسألته إلّاليشبعني فَمرّ ولم يفعل ثم مَرّ عمر بي فسَألتُه عن آية من كتاب اللَّه ماسألته إلّاليشبعني فَمرّ فلم يفعل، قم مَرّ بي أبو القاسم صلى الله عليه و آله و سلم فتبسَم
[295] أخرجه البخاري في كتاب« بدء الخلق»: ص 149 من الجزء الثاني من صحيحه، وأخرجه أحمد بن حنبل من حديث أبي هريرة: ص 261 من الجزء الثاني من مسنده.